يوم عرفة

يوم عرفة

لماذا سمي يوم عرفة بهذا الاسم ؟

سُمِّيَتْ عَرَفَةُ بهذا الإسم لِأَنَّ جَبْرَئِيلَ قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ -عليهما السلام- هُنَاكَ اعْتَرِفْ بِذَنْبِكَ، وَ اعْرِفْ مَنَاسِكَكَ، فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ عَرَفَة. و قيل أيضا أنها سميت كذلك لأن الناس يتعارفون فيها. كما قيل أنها سميت كذلك نسبة للعَرف و هو الطيب.

ما هو يوم عرفة 

هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، و هو يوم الوقوف بأرض عرفات و هو أحد أهم مناسك الحج. و قيل: عرفة هي الجبل، و عرفات جمع عرفة تقديراً له فيقال وقفت بعرفة كما يقال بعرفات. قال الله عزَّ و جلَّ: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ

يوم عرفة 2020

يوافق يوم عرفة لسنة 2020 يوم الخميس 30 جويلية/يوليو/تموز.

متى يبدأ يوم عرفة و متى ينتهي؟

يبدأ يوم عرفة منذ طلوع فجر اليوم التاسع من ذي الحجة و يمتد حتى طلوع فجر اليوم الموالي و الذي يسمى يوم النحر (هو يوم العيد).

صيام يوم عرفة

اتّفق الفقهاء جميعاً على استحباب صيام يوم عرفة، ولم يقل أحدٌ منهم بخِلاف ذلك، وصيامه أفضل من صيام غيره من الأيّام باستثناء صيام فريضة رمضان، ولصيامه فضل عظيم يترتّب عليه؛ فهو يُوجِب مغفرة الله -تعالى- للعبد ذنوب سنة قبله وسنة بعده، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ)

وأما عن صيام الحاج ففيه آراء مختلفة: 
  • الحنابلة: يُستحَبّ عندهم أن يصوم الحاجّ يوم عرفة، إلّا أنّهم اشترطوا أن يكون وقوفه في عرفة في الليل، وليس في النهار؛ فإن وقف فيه في النهار فصومه مكروه.
  • الحنفية والمالكية: ذهبوا إلى كراهة الصوم للحاجّ في يوم عرفة، وقيَّد الحنفيّة الكراهة بشرط أن يُضعِف الصومُ الحاجَّ.
  • الشافعية: ذهبوا إلى جواز صيام عرفة للحاجّ، واشترط الشافعية أن يكون الحاجّ مُقيماً في مكّة، وذهب إلى عرفة في الليل، أمّا إن كان ذهابه إلى عرفة من مكّة في النهار فصيامه مُخالف للأولى، بينما يُسَنّ الفِطْر للمسافر مُطلقاً عند الشافعية.

دعاء يوم عرفة

يوم عرفة يوم دعاء وابتهال إلى الله -تعالى-، وحَرِيّ بالمسلم أن يتطلع لرحمة الله، فيُكثر من الدعاء، ومن ذلك الدعاء الذي ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (خيرُ الدُّعاءِ يومُ عرفةَ ، و خيرُ ما قلتُ أنا و النَّبيون من قبلي : لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له ، له الملكُ ، وله الحمدُ ، و هو على كلِّ شيءٍ قديرٌ)؛وذلك ليبتعد عن الشِّرك في الدعاء؛ فالله -تعالى- هو وحده المعبود بحَقّ، والشرك في الدعاء مُبطِل لأعمال الحَجّ كلّها، كأن يدعو بالأموات، وما إلى ذلك، وقد رجّح العلماء أنّ فضل الدعاء في هذا اليوم ليس خاصّاً بمَن هم في عرفة، وإنّما يشمل المسلمين جميعهم في كلّ مكان؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أفضلُ الدعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ)، و اما الواقف في عرفة فيجتمع له فضلا الزمان و المكان.

فضل يوم عرفة 

يُستحَبّ في هذا اليوم الإكثار من الأعمال الصالحة، كالحرص على أداء النوافل، والإكثار من ذِكر الله ومن الصدقة في سبيل الله -تعالى-، وقد بيّن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فضل العمل الصالح في هذه الأيّام؛ فقال: (ما مِن أيَّامٍ العمَلُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللَّهِ مِن هذهِ الأيَّامِ العَشر فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ إلَّا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ). ويتفضلّ الله -سبحانه- على عباده في يوم عرفة بعدد من الفضائل؛ إذ يعتق فيه رقاب العباد من النار، ويغفر لهم، قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما مِن يومٍ أَكْثرَ من أن يُعْتِقَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ فيهِ، عبدًا أو أمةً منَ النَّارِ، مِن يومِ عرفةَ، وأنَّهُ ليَدنو، ثمَّ يُباهي بِهِمُ الملائِكَةَ)، وقال -عليه الصلاة والسلام- في الحديث: (ما رُئِيَ الشَّيطانُ يَومًا هو فيه أصغَرُ، ولا أدحَرُ، ولا أحقَرُ، ولا أغيَظُ منه يَومَ عَرَفةَ، وما ذاك إلَّا لِمَا يَرى مِن تَنزُّلِ الرَّحمةِ، وتَجاوُزِ اللهِ عنِ الذُّنوبِ العِظامِ).

مواضيع مشابهة: 

تعليقات