الحرب الأمريك ـ إيرانية في العراق




نُصبَ العِداء لَنا و نَحن نُناشِد السِّلمَ. نَحنُ مَن نَغفُو عَلى نَغمِ السّـلام و نَصحو عَلى دَويِّ المَدافِع، نَحنُ مَن شَبَبنا عَلى حُبِّ وَطن لَن يتَاح لَنا أن نشِيب عَليه.
إنَّ الأَوطان عَقيدةٌ و السِّلم دسْتورٌ، لَكن عَقيدَنا حُرِّفَت وَ دُستورَنا انتُهك بِلا حَق ولا عَدلٍ.
كَبرنَا على عِشقِ البِلاد بِنورهَا و كُهوفِها و سُجونِها و إِن جَادت و إِن ضازَت فَبِتنَا نُعمِّر أَرضَها و نَسقِي بغَيث الجِباهِ غَرسهَا حَتى عَلِمنَا أَنَّ المؤَجِّر غاضِبٌ يَبغِي استِعادةَ حَقِّه!
نَصحُو عَلى خَبرِ التَّقاتُل عِندنَا و السِّلمُ بَيتُنا و الأَرضُ مِلكنَا و الخُصومُ غُرباءٌ بَيننَا!
أَرضُ العرَاقِ الحَكيمِ صَارَ حَلَبة قتَالٍ، مَصَبَّ نُفايَاتٍ بَشرِيَّة لَا يَهتَز لأَنينِها بَشَريٌّ، رُقعَةً مَنفِيَّة مَهجُورةً تُقامُ فِيهَا التَّجارِب الأَوَّليَّة لمَنتوجَاتهمْ النوَويَّة التي لَن تُبقي عَلى عِراقِيٍّ سَليم.
و لكِن مَن يَدرِي لَعلَّ النَّوايا غَير المُصَرّح بِهَا تَحمِل مُصيبَة أعمَق مِن اسْتغلَال الأَرض العَريقةِ لتَجاربِهم، لَعَلَّها أَرضٌ مُتنازَعٌ عـلَيها و المَهزومُ فيهَا يُغَادرُها بينَما يأخُذهَا الفائِز لِنفسِه؟ رُبَّما سَتكُون هذه هِي ال"كش مات" للعِراقِ التي شَارفت الأُمِيَّة فيهِ عَلى الإِنقِراض فِي العُصُور السَّابقَة، فَنحنُ فِي حَربٍ عَالمِية طَويلَة المَدى مَبدؤُها تَهديمُ الحَضارَات و طَمسُ الثَّقافاتِ وَ العَيشُ بِهَويَّةِ العَدمِ.
و لَكن قَبلَ أَن نتَطلَّع إِلى ظُلمَاتِ المُستقبَل لا بُدَّ و أَن نُلقِي التِفاتةً للخَلف بَاحثِينَ عَمَّن أَجَّر العِراقَ كَساحَة لاستِعراضِ القِوى! بَاحِثينَ عَن تَاريخٍ سَيُحكَى فِي المُستقبَل لِأَحفادٍ رُبَّما يَتكلّـمونَ الإنجليزية أَو رُبمَا يَتكلَّمون العَربيَّة و لكن عـاهَات المَاضي قَد أَصمَّت آذانهُم و أَقعدَتهمْ

تعليقات